وأما (العلمانية المقنعة
، فانظر إلى (حال القوم
في بعدهم عن السياسة، وتنفيرهم منها، واشمئزازهم من الوعي بها، وكتمانهم للحق المتعلق بها، وسكوتهم عن الباطل المرتبط بها، احتذاء بحذو (أحبار أهل الكتاب
، وإخلاداً إلى السكون والدعة و(الأمن
، حتى وصل بهم الأمر في النهاية إلى اعتناق ما وضعه أساطين (الكفر والفلسفة والعلمانية
، فصرّح شيخهم (من الدرجة الثانية
(محمد إبراهيم شقرة
في كتابه (هي السلفية!) قائلا: "وأحسب أن مقولة: "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله" كلمة حكيمة تصلح لزماننا"( ) !!!
بل نقول: إنما تصلح لخلف (المرجئة
الذين أتوا بما لم يأت به (أسلافهم الأوائل
؛ ولو لم يكن في (قالة الشرك
هذه إلا تقديم اسم ذلك (المشرك: قيصر
على اسم رب السموات والأرض –تبارك وتعالى- لكفى به إثماً مبيناً، فكيف وهي تتضمن الشرك الصراح!!
فانظر أين بلغ الهوى والإرجاء بأصحابه، وانظر أين بلغ بالقوم تجزيئهم للإسلام، ونبذهم للأمر بالمعروف والنهي عن (المنكر السياسي
، وهو جزء من (الجهاد بالبيان
الذي يزعمون أنهم (القائمون
به!!!( )
ولا نملك أن نقول أمام كلام (شقرة
الذي تكاد السموات يتفطّرن منه، ولا يملك كل سني أن يقول، إلا ما قا ربنا عز وجل: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ
( ) .
فهذه (هي السلفية!).
أما (تعطيل الجهاد
فقد أغنانا صاحبنا السالف عن تتبع كلام (القوم
، فيما وضعوه للجهاد من شروط (معجزة
و(باطلة
و"ليست في كتاب الله"( )، وفيما ضموا فيه صوتهم المخذل إلى صوت المخالفين إمعاناً في اللوم والإرجاف والتشغيب على "الطائفة المنصورة"( ) .
قلت: أغنانا (شقرة
عن تكلف ذلك كله، فصارحنا بحقيقة (أدعياء السلفية
قائلا: "ولك أن تستقرىء الآيات التي جاءت مكملة لآية الأمر بالإعداد وموضحة[!!]، لتعلم أن أفضل الجهاد اليوم –في وهننا الذي نحن فيه- هو الإمساك عن الجهاد"( ) .
لكن، لعل (شيخ القوم
نسي النصوص الناطقة بدوام الجهاد وعدم انقطاعه، فهو على ذلك يؤمن –على الأقل- بوجوب الإعداد!!
يقطع (الشيخ
تعجُّبنا، ويذهب بأملنا فيهم، كاشفاً حقيقة (أدعياء السلفية
بقوله عقب (آية الإعداد
: "ومن أنعم النظر في هذا النص يرى أنه يكاد ينطق بوجوب الإمساك عن الجهاد حتى يكون الإعداد على تمامه[!!]( )، وقد يكون من الإعداد ترك الإعداد، إذ الإعداد يقصد به إرهاب أعداء الله،.."( ) .
هذه (هي السلفية!).