تركي الفيصل: «فيتو» واشنطن بشأن فلسطين يهدد العلاقة مع الرياض
دبي - رويترز | 2011-09-13
حث الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي وسفير السعودية السابق في واشنطن، الولايات المتحدة على دعم محاولة الفلسطينيين الارتقاء بوضعهم في الأمم المتحدة، وقال إن واشنطن «ستخاطر بفقدان مصداقيتها المحدودة في العالم العربي» إذا لم تفعل ذلك.
ويحاول الفلسطينيون الحصول على عضوية كاملة أو الاعتراف بهم كدولة غير عضو عندما تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الأسبوع المقبل في مسعى لتحسين وضعهم التفاوضي مع إسرائيل التي تعارض هذه الخطوة.
وتوعدت الولايات المتحدة قبل أربعة أيام باستخدام حق النقض (الفيتو

في مجلس الأمن ضد مسعي الفلسطينيين للحصول على عضوية كاملة.
وقال الفيصل في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز» أمس «في ظل حالة الغليان في معظم أنحاء العالم العربي سينظر إلى العلاقة الخاصة بين السعودية والولايات المتحدة بشكل متزايد على أنها ضارة من جانب الغالبية العظمى من العرب والمسلمين الذين يطالبون بالإنصاف للشعب الفلسطيني». وأضاف «ومن ثم فإن التأييد الأميركي لدولة فلسطينية أمر حيوي وسيكون للفيتو عواقب شديدة السلبية». «فبالإضافة إلى إلحاق ضرر كبير بالعلاقات الأميركية السعودية وإثارة مشاعر السخط بين المسلمين في أنحاء العالم ستزيد الولايات المتحدة إفساد علاقاتها مع العالم الإسلامي وتدعم موقف إيران وتهدد استقرار المنطقة. وقال الأمير السعودي «فلنأمل أن تختار الولايات المتحدة طريق العدالة والسلام».
وتقول السعودية إن إيران ستستغل أي خلاف بين الفلسطينيين وتحاول تقويض الاستقرار في المنطقة. وقال الأمير تركي إن السعودية ستضطر إلى اتباع «سياسة خارجية أكثر استقلالية وحسما»، مما يهدد بالابتعاد عن السياسة الأميركية بشأن العراق وأفغانستان واليمن.
وحذر الأمير تركي من أنه في حالة استخدام الولايات المتحدة حق النقض «لن تستطيع السعودية مواصلة التعاون مع أميركا بنفس الطريقة التي تعاونت بها تاريخيا». والدعم السعودي أمر حيوي للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط الذي أصبح التكهن بتطورات الأحداث به أمرا أكثر صعوبة في ظل دعوات للإصلاح أسقطت حكاما وتهدد آخرين.
وكتب الأمير في مقاله «الشعب الفلسطيني يستحق دولة وكل ما يستتبعه ذلك: الاعتراف الرسمي ودعم المنظمات الدولية والقدرة على التعامل مع إسرائيل بمزيد من الندية وفرصة العيش في سلام وأمن»، وأضاف أن إدارة الرئيس باراك أوباما «منشغلة بالاقتصاد المحلي المتدهور والساحة السياسية المصابة بالجمود». ومضى يقول «اليوم هناك فرصة للولايات المتحدة والسعودية لاحتواء إيران ومنعها من تقويض استقرار المنطقة... لكن هذه الفرصة ستضيع إذا أحدثت تصرفات إدارة أوباما في الأمم المتحدة شقاقا عميقا بين بلدينا».
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1368&artid=150435