صباح الفل والياسمين , صباح الخير و الخيرات، نهاركم مبارك سعيد مليئ بالحب و السعادة و الهناء
الجو مكتئب شيئا ما اليوم ، مع أن الشمس تظهر من حين لآخر إلا أن الرياح قوية و السحب تطل من وقت لآخر..
لا أدري كيف هي الأحوال في باقي مناطق العالم و عندكم، و لكن بجوارنا استيقظت على ضحك الأطفال، لقد مل الصغار من المكوث في المنزل و بدؤوابالخروج و اللعب في الأزقة و الشوارع ..
لم يعد الخوف يعم السكان و ربما تأقلمنا و بدأنا نعتاد على الوضع ، لقد زرت أختي البارحة و صديقتي قبل أسبوع و ثرثرنا و ضحكنا و تحدثنا عن أحوال الطقس و عن الصغيرة و الكبيرة..
ذهبت البارحة إلى العمل ، يبدو أن الناس بدؤوا بالعودة إلى عملهم فالطريق كانت مزدحمة شيئا ما و ربما ستعود الحياة كما كانت قبل هذا الوباء خلال الأسبوع القادم
لقد إشتقت إلى أصدقائي و زملائي و حياتي الإعتيادية و إلى الأنشطة و إلى صالة الرياضة و إلى زيارة العائلة الأسبوعية و إليك و إلى الكثير من الأشياء الأخرى
ربما اعتيادي على هذه الأمور البسيطة يجعل من الصعب أن أستغني عنها ،و ربما عدم تفكيري في المستقبل و اكتفائي بما أنا عليه يجعلني أعجز عن البحث عن التغيير، فحياتي رخوة و مدللة و ربما لم ألق الكثير من المواقف التي أحتاج فيها إلى التحدي و المثابرة الجهاد و لم أكبر بما فيه الكفاية
و ربما فكرت في بعض الأحيان أنني مستعدة لتخلي على ما أتشبت به لقاء أن أكون معك أينما كنت و ربما تبين لي أنها مجرد حماقة و رغبة من طرف واحد و ربما حاولت أن أزيلها من أفكاري بسرعة
هل سأعيد بناء كل شيء من جديد ؟ هل علي أن أزيل تلك الأفكار من مخيلتي حتى أكون أكثر واقعية ؟ هل هي مجرد أحلام قد تجرنا للقبوع في قوقعة التخيلات ؟ ربما علي أن أستيقظ منها
الأمل شيء جميل قد يعطينا القوة و الفرحة و الشغف و المثابرة و لكن الأهداف يجب أن تكون قابلة لتحقيق . في الحقيقة لم يكن هناك هدف نصبته أمامي و لم أستطع الوصول إليه سواء بالمثابرة أو المحاولة الجادة.. غير أن الأمر حين يتعلق بالعلاقات أصبح تائهة، فالأمر لا يتعلق بي فقط أو بمحاولاتي أو باجتهادي .. و لكن أيضا بالطرف الآخر .. الشيء الذي يحيرني.. كيف علي أن أتعامل ؟ لم أتعلم ذلك في المدارس و ربما لم أعط الأمر أهمية قط... و ما الذي أريده حقا ؟ فالمشاعر معقدة و مجازية و الرغبات سريعة الزوال و متقلبة و علينا أن نحاول كبحهاحتى لا نخرج عن طريق الصواب و لا نضيع تماما فيها ، فهي جذابة و مدمرة في آن واحد..و شخصيتي حساسة و فخورة و معقدة و أجد صعوبة في أن أعجب بشخصية ما ، مع أنني سريعة التأقلم . هل أتعلق بالأمل أم أكون واقعية و أكتفي بما أجده أمامي عن غير اقتناع ؟ و كيف أقنع نفسي ؟ و كيف أغير شخصيتي ؟ و لماذا تخبرني مشاعري عن أشياء غير واقعية ؟ لابد أني أمضيت الكثير من الوقت في الإنتظار و أضعت الكثير من المناسبات بسبب تعلقي بالأمل و لم أستطع الإنفتاح على أشخاص آخرين.. لمجرد ظني أنك ستكون لي .. فهل هي أنانيتي؟ أم ثقتي بك ؟ أم تشبثي بمشاعري ؟ كأننا لم نفترق أبدا ، فلماذا تقول أنني غير واقعية ؟ لماذا تبعدني عنك حينما أقترب ؟ هل أنت خائف مني ؟ أم أنني أسهل الأمور و لا اقدم أي تحد لك ؟ أظن أننا اجتازنا هذه المرحلة ، أم أنها مجرد لعبة علينا أن نعيد لعبهامن حين لآخر؟ أنا خائفة أن آخد قرارا لا رجعة فيه..كل مرة أعطي مهلة لنفسي ... و ربما هي مجرد رغبتي و لكني أدرك أنني لا أستطيع الإنتظار إلى الأبد و علي اتخاد قرار عاجلا او آجلا و إلا سأؤذي نفسي و أحطمها تماما و لن ينفعني أمل يصده التجاهل ... لم أعد صغيرة و لم أعد امتلك الكثير من الوقت و ربما قد لا أعيش حتى أرى أحلامي تتحقق فنحن لا نعلم متى سنغادر هذه الدنيا .. و ربما أقنع نفسي أن علي أن أستفيد من كل دقيقة و ثانية .. و لكنني أدرك أنه ينقصني شيء و أنني أنتظر و لا أستمتع كما أحببت و أنني أريد أشياء لا أستطيع نيلها و تجربتها بدونك فهل أنا غير واقعية ؟و فكرت مرارا و قلت في نفسي ربما هذا اختبار لي، فكيف أصمد دون أن نغرق و دون أن أفقدك؟ و هل علي تحدي كل شيء و ترك كل شيء إن أردت ان أكون لجانبك ؟ أنا لا أدري حقا ... أنا لم أنس الماضي و لكنني أحاول أن أصلح نفسي و أتناسى بعض الأشياء...
سبحان الله، كيف لنا أن نجد طريقنا في الظلام إن لم يكن هناك نور الهداية و نور الأمل ؟ ربما نكون فتنة لبعضنا أو اختبار و علينا تجاوزه ... و ربما نكون نعمة لبعضنا و رزق ؟ فالإختيار بين هذا و ذاك بين ... و مادام هدفنا أن نتشبت بالطريق الصحيح فعلينا أن نترك الفتنة و نسعى إلى النعمة و من تم كان تفكيري ... و حاولت كبت مشاعري رغم رغبتي و ربما أخافك اقتراحي و لكني ظننت أنه الأكثر بركة و الأقل ضررا إذا كان سعينا الآخرة و الدنيا ... و ربما كانت مجرد زاوية نظر ... و لكن إن كان بداخلنا روح خيرة فعلينا أن نحافظ عليها و نسعى لإصلاحها... و مع إدراكي أنني مجرد إنسان قد يخطىء في أي وقت، أحاول أن لا أخطىء كثيرا ... و يبقى الإبتعاد عن الشبهات خير إلى أن نتيقن أن ما نريده خير و بركة ... أنا أعرف ما أريده و لكنني لا أجرؤ على الطمع فيه ... و مع ذلك آمله .. فما معنى أن أكون واضحة أو واقعية ؟ هل علي أن لا آمل ؟