كلامك في منتهى الحكمة، شكرا لك على نصيحتك !
ربما حين نتجرع السم لفترة طويلة نعتاد عليه هههه انا أمزح
في الحقيقة أنا لا أجد أهدافا حقيقية أضعها نصب العين و أسعى إليها ... حياتي تقتصر على العمل و الروتين و بعض الأنشطة التي ترفهني و تملأ وقت فراغي ... انا مسرورة بما انا عليه و لكنني أفتقد هدفا يجعلني أتحمس كل التحمس للبلوغ له ...
أتعرض في بعض الأحيان لحالات أكون فيها حساسة للغاية و لكن هذا لا يعني أن حياتي في منخفض بل هي تموجات في النفسية ككل إمرأة ...و هذا لا يعني أنني لا أثق في القدر و في قضاء الله و لكن لكي نبلغ هذا القدر من اليقين التام أن لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا نحتاج إيمانا قويا و لعل كل فرد منا يتعرض لبعض الذبذبات و لو كانت صغيرة مما قد يقودنا إلى االتفكير أن لا حظ لنا في كذا أو كذا من الأمور و لعل هذا التفكير السلبي يجلب أشياء سلبية أخرى و لهذا فأنا أحاول من وقت لآخر أن أتذكر أنه علي أن أسلم أمري إلى الله و أن أجعل توكلي عليه و أن يكون تفكيري إيجابيا فالله عند ظن العبد به ... هدانا الله إلى صراطه المستقيم
آمين يا رب العالمين
لا تقلقي أنت لست استثناء من هذه التقلبات المزاجية ، أحيانا لا تعدو أن تكون حركة الهرمونات و هي كما تعلمين نشطة جدا عند المرأة ، و لكننا نحن النساء نربط ذلك
بالحياة و نذهب بعيدا في تفكيرنا
أما عن الأهداف فالعكس هو الأصح ،لأن الأشياء التي تثير الحماسة جدا جدا ما تلبث أن تنتهي و نعود إلى وضعنا السابق ، لا بد أن تكون أهدافا واقعية و ليس فيها حماسة زائدة
حالة الروتين التي تعيشينها و اسمحيلي أن أكلمك كما أكلم أختي و دون مجاملات ، تنتج عن خط الحياة الذي ترسمه البنات لأنفسهن ، لسان الحال يقول سأدرس ثم أعمل ثم أتزوج ثم أنجب ثم أعيش حتى أموت
هذه فكرة هدامة للذات لأنّها تجعل الحياة طريق واحد خط مستقيم لا طعم له و فيه محطات معينة إذا لم تصل الفتاة لواحدة من هذه المحطات تشعر أنها توقفت عن العيش أو أنها تضيع الوقت
لكن احزري ماذا ت إنها بالفعل تضيع الوقت و تضيع سعادتها لأنّها لا تعيش بل تنتظر باستمرار ، لذلك فالبنات اللاتي يعشن بهذه الطريقة ، ينتظرن انتهاء الدراسة و تقول لك لن أفرح حتى أنهيها ، ثم تنتظر العمل و إذا لم تعمل حزنت ثم تنتظر الزواج و إذا لم تتزوج يأست ثم إذا تزوجت تنتظر الأولاد و إذا لم تلد اكتأبت و هكذا
لكن لماذا ؟ لأنّها لا تعيش الحياة و لكنها تعيش محطات في الحياة ، و إذا ركبت قطار الحياة عليك أن لا تربطي رحلتك بمحطات إن شئت توقفت بها و إن لم يتوقف القطار بها فالرحلة مستمرة و فيها الكثير للعمل و الاستكشاف
المهم عليك و لا بد أن تخرجي من الروتين و تبدئي بالعيش و خوض الحياة سترين كيف أنها أفضل بكثير
ألا تسعين مثلا لتغيير عملك إن لم يكن يعجبك ؟ و إن كان مناسبا لك ألا تسعين للتقدم فيه درجات إضافية ؟
ألا تسعين لتحسين مستواك في تخصصك أو في أي مجال تعليمي أو ترفيهي أو رياضي ؟
ألا تسعين لحفظ القرآن كاملا ؟
أليس في استطاعتك الدخول في أعمال خيرية تفتح لك آفاقا من العطاء و الفرح بمساعدة الآخر ؟
ألا تريدين فتح مشروع خاصّ بك ؟
ألا تريدين السفر و اكتشاف أشياء جديدة ؟
ألا تريدين الاشتغال في الدعوة إلى الله بأي وسيلة متاحة لك ؟
ألا تفكرين في نشر كتاب أو انتاج أي عمل فكري لنفع الغير أو مجرد متعة فعل ذلك ؟
أنا لا أعرف أمكانياتك أو حياتك و هذه الأسئلة ليست لتجيبي عليها و لكن لتدفعك للتفكير و لعلها تعطيك بعض الأفكار لتغيري حياتك للأفضل ، فمادمت تشعرين بملل الروتين فهذا يعني أنك بحاجة للتغيير
و أنبه إلى أنّ المحطات الكلاسيكية التي ذكرتها لا تجلب السعادة الغامرة التي يتخيلها البعض ، فهي ذاتها تتحول إلى روتين بعد حين و فكر التغيير و تطوير الحياة لا بد و أن يظل مستمرا ما دام فينا نفس
و أنا أشعر أنه عندك الكثير لتفعليه أو تقدميه لنفسك لكنك لا تفعلين لسبب أو لآخر ، لكنك صاحبة إمكانيات فلا تبخلي على نفسك