إن المغاربة حطموا الرقم القياسي في الصبر وما يزالون صابرين وما صبرهم إلا في مصلحة استقرار وطنهم، وهم متيقنون بأن مشكلتهم ليست مع الملكية ولا مع شخص الملك محمد السادس، إنهم اليوم قطعوا الشك باليقين أن مشكلتهم مع الوساطة بينهم وبين ملكهم، وبينهم وبين خيرات وطنهم التي طال استنزافها دون أن يصلهم منها إلا الفتات، المغاربة اليوم مصرون على الصراخ في وجه أسماء محددة وجهات معينة تعرف نفسها وينبغي لها أن تغادرنا غير مأسوف على رحيلها. الكل مجمع اليوم في المغرب أن الحكومة تفتقد إلى الشرعية الجماهيرية وأنها حكومة لا تحكم رغم أنها حكومة صاحب الجلالة، والكل مجمع اليوم على أن البرلمان بغرفتيه لا يمثل كل المغاربة وأن أغلبية من يجلسون على مقاعده أوصلتهم أشياء أخرى غير الإرادة الحقيقية للمواطنين، الكل اليوم مجمع على أن دستورنا صار متجاوزا وجب تعديله، الكل اليوم مجمع على أن وطننا في حاجة إلى إصلاح وفي حاجة إلى طرد الحرس القديم الذي يحن إلى زمن الانقلابات والفوضى ليبقى المهيمن والمسفيد الوحيد. إن المغاربة اليوم حين يخرجون للاحتجاج يوم 20 فبراير أو في أي تاريخ آخر لا يحتجون لأن الاحتجاج سيصبح بدعة عندهم ولا شكلا جديدا في التعبير، لأنهم اعتادو على الاحتجاج بل إن هناك من صنف الاحتجاجات في المغرب على أنها من المعالم السياحية التي تستقطب سياحا من نوع خاص.
الذين يتوجسون ويخافون من 20 فبراير آن لهم أن يفهموا أن المغاربة قادرين على حماية مكتسباتهم وقادرين على الدفاع عن ملكيتهم التي يريدونها متطورة ومستوعبة للتحديات التي تفرضها الأوضاع الإقليمية والدولية، يريدون ملكا ليس بينه وبين الشعب حجاب ولا مترجم ولا تقارير مغلوطة، يريدون حياة كريمة وحقوقا أساسية، لأنهم شعب قنوع وشعب لا يحب إذا أحب إلا الحرية والعدالة والديموقراطية
http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=28164