En voici un autre exemple de tolérance du gouvernement fassi. Imazighen n'ont pas non plus le droit de se réunir pour parler sur leur histoire!
Source: tamazghapress.com
بعد فشل محاولة المنع، علي فضول وأحمد الدغرني يحاضران في الظلمة
تمازغا بريس: أنفا
كما كان منتظرا توافدت الحشود إلى قاعة الندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات في شارع محمد الخامس بالدار البيضاء، التي ستحتضن أشغال الندوة الفكرية والعلمية حول موضوع "المغرب العريق: إضاءات على ما قبل 1200 سنة من تاريخ الأمة الأمازيغية"، وهي الندوة التي نظمتها كل من جمعية إزرفان وجمعية محمد خير الدين، وقد بدا كل شيء طبيعي وحظر كل من الأستاذ على فضول والأستاذ أحمد الدغرني الذين سيؤطران الندوة المشار إليها أعلاه، وقد افتتح اللقاء بدقيقة صمت ترحما على والدة رئيس جمعية إزرفان مولود الهادي وعلى أرواح وشهداء الحركة الأمازيغية، وبعدها تم عرض فيلم وثائقي حول تاريخ الأمازيغ القديم والممالك الأمازيغية الكبرى، وبعدها ألقت المناضلة خديجة بوفوس بلاغا مشتركا بالمناسبة بين جمعية إزرفان وجمعية محمد خير الدين، وما أن قرئ البلاغ حتى عم بعض ممثلي السلطات المحلية وأجهزة الاستعلامات والمخابرات بالقيام ومغادرة القاعة نحو بهو الغرفة، والكل يهمس في هواتفهم النقالة، قليل من الحضور أثار انتباههم ما يجري آنذاك، وبالقاعة بدت الأمور طبيعية جدا، وتناول الكلمة بلعيد أزواو مسير الندوة الذي رحب بالحضور والأساتذة المؤطرين للندوة، وقدم أسباب ودواعي تنظيم هذا اللقاء والذي حصره في المحاولات الرامية إلى تقزيم وتزوير والمساس بتاريخ منطقة شمال إفريقيا والأمة المغربية الأمازيغية، بعدها وجه المسير الكلمة للأستاذ علي فضول المتدخل الأول في هذه الندوة، وخارج القاعة أقام رجال السلطة الدنيا طالبين حضور المسؤولين على الندوة وخاصة رئيس جمعية إزرفان، وكان يتقدم هؤلاء قائد إحدى مقاطعات الدار البيضاء، وبعد أن امتثل أمامه أعضاء من جمعية إزرفان وجمعية محمد خير الدين سائلين إياه عن سبب هذه "القيامة" رد عليهم مسؤول السلطة أن الجمعية لم تقدم إشعارا للسلطة بالنشاط المنظم، وبعد أن تم إطلاعه على أن الجمعية قامت بجميع الخطوات التي ينص عليها قانون الحريات العامة، طالب القائد المذكور أعضاء الجمعية بوقف الندوة وإخلاء المكان بسبب خروج الندوة عن موضوعها الذي أشعرت به السلطة، وهو الأمر الذي أجاب عليه مسؤول بجمعية إزرفان لنفس المسؤول بقوله "ليس عليك سوى استدعاء القوات العمومية لإخراجنا من هنا"، وهو الأمر الذي لم يرق ممثلي السلطة ومسؤول بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، لينصرف هؤلاء المسؤولين بعد توجيههم لتهديداتهم بحق أعضاء جمعية إزرفان وجمعية محمد خير الدين، إلى إحدى قاعات البناية للتداول في أمور لا نعلمها، وقبل هذا إلتقط مناضل بجمعية إزرفان صورة لأعضاء الجمعيتين إبان حوارهم الساخن مع ممثلي السلطة، وهو الأمر الذي لم يرق قائد السلطة الذي نزع بالقوة من ذلك العضو آلة التصوير وبطاقة تعريفه الوطنية، وفي القاعة بدأ الحضور يحس بما يقع خصوصا بعد تعالي الأصوات بين إيمازيغن وممثلي المخزن، ورغم ذلك سارت الأمور بشكل عادي وقدم الأستاذ على فضول ملاحظاته العلمية حول الأهداف السياسية والاديولوجية لقافلة 12 قرنا من حياة مملكة، وبعدها وجه المسير الكلمة للأستاذ أحمد الدغرني الذي ركز في عرضه على دراسة حيثيات قيام وانهيار "دولة الادارسة"، وعودة إلى الخارج أنهى مسؤولي السلطة اجتماعهم بعد أن جربوا كل السبل لتوقيف الندوة، والتي منها الاتصال برئيس جمعية إزرفان ومحاولة الضغط عليه بالتهديد، ليتوجهوا إلى قاطع الكهرباء لقطع إيصال الكهرباء إلى القاعة، ولتعم الظلمة المكان، أثناءها توجه بلعيد الرامي أزواو بكلمة إلى الحاضرين وضح فيها ما يجري، وهو الأمر الذي تفهمه كل الحاضرين، واستمر الأستاذ الدغرني في مداخلته، وبعدها تم فتح باب المناقشة ل 12 متدخلا أدانوا جميعا السلوك الدنيء لأعداء الأمازيغية، ومتفاعلين في الآن نفسه مع موضوع الندوة، وفي الختام أدان بلعيد الرامي أزواو وندد بشدة باسم كل من جمعية محمد خير الدين وجمعية إزرفان الحصار المضروب على التنظيمات والأنشطة الأمازيغية عموما ونشاط الجمعيتين خصوصا، وقد رفض الحاضرين مغادرة القاعة ومعهم أعضاء الجمعيتين حتى يتم الإفراج عن آلة التصوير التي تم الحجز عليها من طرف قائد السلطة، وتسليم المناضل الدرهم بطاقة تعريفه الوطنية، وهو الأمر الذي رضخ له هؤلاء المسؤولين، وعلى باب الغرفة تفاجأ الجميع بالعديد من الناشطين الأمازيغ الذين بقوا في الخارج منتظرين بعدما أقدمت السلطات المذكورة على إقفال جميع الأبواب ومنع الحضور المتزايد للدخول إلى مبنى غرفة التجارة والصناعة والخدمات.
وتجدر الإشارة في مرحلة سابقة إلى كون ممثلي السلطة قد طالبوا من الجمعيتين سحب أو تكذيب البلاغ الذي تمت تلاوته، كحل وسط من طرفهم، ولتوضيح الأمر وتقريب القراء ننشر البلاغ الكامل الذي زعزع مخزن الدار البيضاء أمس السبت.
بـلاغ إلـى الـرأي العـام الوطـنـي والــدولـي
في كل مرة يتفاجأ الشعب الأمازيغي المغربي بأشكال هجومية جديدة وخسيسة تروم كلها إلى طمس وإبادة الحضارة والوجود الأمازيغي بعقر داره، وتتجلى هذه الأنماط الهجومية الممنهجة في التعريب الشامل للبشر والحجر والشجر٬ وفي تزوير التاريخ وتقزيمه وتحريف الأحداث وتشهويهها، وحرمان الشعب من حقوقه المادية والرمزية والقانونية٬ وفي غيرها من الممارسات المشينة.
وتأتي فعاليات ما سمي بالاحتفاء بمرور (1200 سنة من حياة مملكة
ضمن هذا المسلسل المضطرد٬ المتسم بالهجوم الصارخ على تاريخ شعبنا وهويته وحضارته، وقد تم استعمال التاريخ، هذه المرة، كسلاح إيديولوجي بغية محاولة التحكم في الماضي، مهما كلف الأمر، لترسيخ وتكريس واقع التحكم في الحاضر استنادا إلى خرافات وأساطير.
إن التركيز على تاريخ مدينة فاس، التي بناها الأمازيغ قبل عهود طويلة من زمن قدوم إدريس الأموي إلى المغرب هاربا من أبناء عمومته عرب بني العباس، بهذه الفخامة والضخامة وإعطائها كل هذه القدسية والهالة والبهرجة من طرف الدولة، التي تبنتها ووفرت لها كل الدعم اللوجيستيكي وسخرت لها كل طاقاتها ومؤسساتها الإعلامية والفكرية، وخصصت لها ميزانية مالية ضخمة تفوق 350 مليون درهم من أموال الشعب والجماعات المحلية والمجالس الجهوية والمحتضنين والمستشهرين، إنما هو تعبير عن محاولة يائسة لأسطرة تاريخ بلادنا وأدلجته، وسعي بئيس لربط وجود الإنسان المغربي المتمدن والباني للحضارة والمؤسس للثقافة بالعنصر العربي "الشريف" القادم من آسيا الغربية.
فوضع المجهر الرسمي على مدينة فاس دون غيرها من المواقع والمدن المغربية العريقة كـ : لوكوس، طنجة، تطوان القديمة، شالة، بناصا، تاموسيدا، القصر الكبير، أزيلا٬ وليلي، سجلماسة، تارودانت، وعشرات غيرها، وتسليط الأضواء على إمارة أوربة المسماة بهتانا بـ "إمارة الأدارسة"، وتجاهل، بالمقابل، 90 % من عمر مسيرة شعبنا التاريخية والحضارية، التي شهدت وجود مماليك ودول وإمارات مجيدة قبل الإسلام وبعده، وإبان عهد "الأدارسة" وقبله وبعده، إنما الغاية منه هي ربط مفهوم تأسيس الدولة والحضارة المغربية ووجود نظام الملكية بقدوم إدريس العربي إلى المغرب، ويتضح جليا أن الدولة العروبية "الشريفة" الحاكمة في بلادنا، لا يهمها في شيء التعريف بالصفحات المجيدة والمشرقة من تاريخنا القديم بل تحاول التعتيم وطمس وجود المماليك والإمارات التي كان على رأس الحكم فيها الأمازيغ، كمملكات عظماء الملوك القدامى كـ : "أنتايوس"، "باڭا"، "أبوكوس 1"، "أبوكوس 2"، "يوبا 1"، "يوبا 2"، "ڭايا"، "بطليموس"، "ماسنيسا"، وإمارات نكور وأيت مدرار وتاهرت وأيت ايفران والبورغواطيون وغيرها.
إننا إذ نؤكد على اعتزازنا وتشبثنا بنظامنا الملكي الأمازيغي العريق والذي يعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد على أقل تقدير، وافتخارنا بتاريخ شعبنا الضارب في القدم، وحضارته المشرقة والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية وتعزيز ونشر القيم النبيلة عبر ربوع إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم ؛ نعلن للدولة المغربية ولما يسمى "جمعية 1200 سنة" وللرأي العام الوطني والدولي ما يلي :
• استنكارنا الشديد لتسييس التاريخ وتحريف الخطاب التاريخي وتزويره لهدف شرعنة السلطة وإضفاء طابع القدسية عليها وجعله مطية لخدمة صانعي القرار والعنصريين والإيديولوجيين الشوفينيين.
• تنديدنا بفعاليات وقافلة ما سمي "1200 سنة من تاريخ مملكة" نظرا لطبيعتها العنصرية، ولمضامينها المروجة للفكر الأسطوري الخرافي البعيد كل البعد عن الواقع والحقيقة العلمية والتاريخية، والمنتقصة والمختزلة للذاكرة الجماعية للمغاربة والتي تشمل كل ما أنتجه الإنسان على هذه الأرض الطيبة منذ آلاف السنين، ولما تمثله من تضليل متعمد ودعاية مخادعة.
• رفضنا القاطع لمثل هذه البدع والمبادرات الغريبة وغير المقبولة، مهما كانت الجهة التي تتبناها وتروج لها بناءا على خلفياتها التي تقطر تمييزا وتفرقة وتزويرا واستفزازا، الأمر الذي يمثل تهديدا مباشرا وحقيقيا للأمن السياسي والاجتماعي والثقافي والوطني.
• مناشدتنا كل المؤسسات والخواص والمحتضنين والمستشهرين إلى عدم الاجترار وراء هذه البدع العنصرية الخطيرة بدعمها ماديا والترويج لها، والتريث والحذر، مقابل ذلك، كي لا تسقط في فخاخها للحفاظ على خصال الوطنية والمواطنة الصادقة.
• دعوتنا إلى مصالحة حقيقية رسمية مع التاريخ والذات المغربيتين والتعامل معهما بنظرة موضوعية وعلمية وواقعية، بدل أسلوب التنكر والانتقاء والبتر أو المبالغة والأسطرة والتقديس.
• مطالبتنا بـ :
- رفع الحظر والحصار الرسمي عن التاريخ الحقيقي لبلادنا المتجذر في أعماق الزمن، وإعادة كتابته وقراءته بأدوات علمية وموضوعية٬ وجعله حقلا لاستخلاص العبر وربط الماضي بالحاضر لاستشراف أفضل للمستقبل٬ خدمة لٽباتنا في هويتنا الأصيلة واعتزازنا بدواتنا وتشبثنا بخصوصياتنا المتميزة عن باقي شعوب العالم.
- تشجيع البحث العلمي والأركيولوجي والتعريف بنتائجه، ومناهضة كل مظاهر الفكر المتصف بالعرقية والعنصرية والرجعية والتقليدانية والظلامية.
الإمـضــاء
جمعية محمد خير الدين للثقافة والتنمية -تافراوت - جمعية إيـزرفـان -الـدار البـيـضاء-
ملاحظة: البيان مفتوح للتوقيع أمام الجمعيات والفعاليات الوطنية.